مشكلة لا يُستثنى منها أي أم حديثة الوضع، والتي تجعل ساعتها البيولوجية في أصعب أوضاعها.
فتقطيع نوم الرضيع أمرلا مفر منه في الست أسابيع الأولى من حياته، رغم أن القسط الطبيعي للرضيع من 18: 20 ساعة نوم
ويرجع هذا الوضع لاحتياجه للرضاعة كل ساعتين : 4 ساعات يوميًا، حيث الحليب يكون سريع الهضم، فالبالتالي لا ينام الرضيع بشكل طبيعي ومتواصل في هذه الفترة.
وبالتدريج تبدأ دورة حياة النوم للطفل في الانتظام بداية من الشهر الثالث :الشهر التاسع من عمره، وربما بعد بلوغه عام.
لكن قد يظل طفلك يعاني من بعض الأسباب التي تؤدي إلى تقطيع نومه وتجعله لا ينتظم بشكل طبيعي بخلاف الأسباب الطبيعية لعدم انتظام النوم، حتى بعد إتمامه 9 أشهر وبداية انتظام دورة حياة نومه.
ومن أشهر الأسباب التي تجعل نوم طفلك متقطعًا هي:
· سلس البول الليلي: فإن تسرب البول أو البراز من الرضيع ليلا سوف يسبب له ضيق في الحفاض، مما يقلقه ويقطع نومه.
· الجوع: ففي بعض الأحيان لا تكون الرضعة مشبعة للرضيع، فيقلق ليلا بسبب الجوع وعدم إشباعه.
· المغص وتقلصات البطن: فإن اضطرابات الجهاز الهضمي والغازات من أكثر الأعراض شيوعًا للرضيع والتي تجعله في حالة من القلق واضطراب النوم بشكل دائم.
· آلام الولادة: إن عملية الولادة بتوابعها لا تختص بها الأم فقط، بل إن رضيعها يتأثر أيضًا بالآلام التي تشعر بها لاسيما إذا استغرقت الولادة وقتًا طويل، فتظل هذه الآلام تلازمه طوال يومه.
· تغيير درجة حرارة الجو: إذا قلق الطفل من نومه ليلا، فأول ما يقوم به الآباء هو الخروج من الغرفة لتهدئته، فهذا التغيير يزيد من قلقه ولا تجعله يواصل نومه بشكل منتظم.
· بعض المشاكل الصحية: فهناك مشاكل يعاني منها الطفل كولادته باللحمية في الأنف أو مشاكل في الفم تسبب له صعوبة في التنفس أثناء النوم، ويؤثر هذا على انتظام نومه.
· أسباب نفسية: دائمًا ما يتأثر الطفل بالمشاكل النفسية بين الأب والأم ويشعر بالأم وما تعاني منه تحديدًا، فإذا كان لديها قلق واضطراب في النوم سيتأثر طفلها بهذا الأمر.
· دورة الأحلام: فالأطفال تحت عمرعام لديهم دورة أحلام وليست دورة نوم منتظمة، مما يجعلهم لا يدخولن في نوم عميق بل الأحلام تجلعهم يستيقظون على فترات متقطعة طوال الليل.
وفي ظل حيرة الأمهات وقلقهن الدائم بشأن عدم انتظام نوم الطفل، فيتفادى العديد منهن هذا الأمر باللجوء إلى عادات خاطئة باستشارة الأقارب والأصدقاء، والمنتشر اعتقادها بأنها ستساعد على نوم الطفل بشكل أفضل.
عادات خاطئة لتنويم الرضيع
· مشروب الكراوية: فتعد الكراوية من أشهر الأخطاء المنتشرة بين الأمهات باعتقاد أنها تعمل على تهدئة الرضيع والمساعدة على نومه، وهذه عادة لا أساس علمي لها ولم ينصح بها أي طبيب، فالرضيع لا فائدة في غذائه سوى لبن الرضاعة.
· ماء الغريب: يخاطر بعض الأمهات باستخدام منتجات لأطفالهن بناءًا على نصائح الأقارب والأصدقاء دون استشارة الطبيب المختص للرضيع. فاشتهر ماء الغريب بأنه يعمل على تهدئة المغص للرضيع مما قد يساعده على النوم دون قلق، لكن لم ينصح به أي من الأطباء ولا منظمة الصحة العالمية.
· ارتداء الكثير من طبقات الملابس: يخشى الأمهات خاصًة الأمهات الجدد على طفلهن إلى الحد الذي يسبب الضيق له، فأثناء نومه تقوم الأم بتلبيس الطفل للكثير من الطبقات خوفًا عليه من الإصابة بالبرد، مما يسبب له الشعور بالحر والضيق فيقلق نومه ليلا.
· إجهاد الطفل طوال ساعات النهار: تعتقد الأمهات أنها إذا عملن على إجهاد الطفل طوال اليوم وإيقاظه كلما حاول أن ينام، فهذا سيساعده على قضاء ليل بنوم هادىء دون قلق أو تقطيع، وهذا غير صحيح لأن الإرهاق يجعله يواصل يقظته ولا ينتظم نومه بسبب الإجهاد، بالإضافة إلى عدم أخذ قسطه الكافي من القيلولة والتي لا يدرك الكثير من الأمهات مدى أهميتها لأطفالهن وما هي المدة المحددة لقيلولة الطفل.
ما هي عدد مرات القيلولة التي يحتاجها الرضيع
يحتاج الطفل حديث الولادة في الطبيعي من 41: 18 ساعة نوم في اليوم، ولكن بسبب احتياجه للغذاء كل ساعتين: 3 ساعات، فلابد من أخذ قيلولته والتي تبلغ 4: 5 ساعات غير متواصلة على مدار اليوم.
وعندما يبلغ نحو 9 شهور فتكون المدة المناسبة لقيلولته ساعتين ونصف على مدار اليوم.
وبمجرد بلوغه عام فتصبح المدة الملائمة لقيلولته نحو مرتين في اليوم، وتبدأ المدة تقل شيئًا فشيئًا إلى أن يبلغ عامين ومن ثم لا يحتاج إلى القيلولة.
ورغم من ذلك إلا أن يجب الأخذ في الاعتبار أن تترك الأم رضيعها يأخذ قيلولته وقتما يشاء في اليوم، ولا تمنعه منها بحجة أن يستطيع النوم طوال الليل دون تقطيع أو قلق.
ولا بد أن تكوني على دراية بأن القيلولة تعود بفوائد على طفلك، أهمها:
· تنمية الذكاء والمهارات.
· تحسين مزاج الطفل.
· المحافظة على وزن الطفل دون إرهاق لبدنه.
ما هي أنسب الطرق للمحافظة على نوم الطفل
رغم كل ما تم ذكره على الأسباب المتعددة التي تؤدي إلى تقطيع نوم الرضيع، إلا أنه يمكنك أن تضعي له روتين ثابت تجعله على قدر كبير من الانتظام في نومه دون قلق.
· الرضاعة ليلا: حاولي دائمًا أن تجعلي ساعات الرضاعة الليلية له قبل نومه، لإن الرضاعة تساعد طفلك على الاسترخاء مما يساهم في تهيئته لنوم هادىء.
· ضوضاء الأمعاء: اعتاد رضيعك على سماع صوت حركات الجهاز الهضمي أثناء وجوده في رحمك، مما أصبحت تمثل له مصدرًا للأمان والشعور بالراحة عند سماعها، فيمكنك أصطناع هذا الصوت من خلال أصوات التشويش كالمكنسة الكهربائية والسيشوار والراديو.
· الهز الخفيف: ذكرنا لكِ أنه من أكثر الأخطاء التي يقعن فيها الأمهات هو تغيير درجة الحرارة بمجرد بدء الرضيع بالبكاء والقلق أثناء نومه، والخروج من الغرفة حتى يهدأ، فأنسب الحلول هو الهز الخفيف دون تحريكه أو حمله من مكانه. فالثبات في نفس المكان وبنفس درجة الحرارة هو ما سيساعده على العودة إلى النوم.
· تنظيم روتين ثابت للنوم يوميًا: لا عجب من تعويد رضيعك على روتين منتظم لنومه، يرتبط ببعض التفاصيل التي تجعله يميز النهار من الليل، مما يحسن من روتين نومه بقدر الإمكان.
الموسيقى: فيمكنك قبل نومه تشغيل نوعًا من الموسيقى التي تجعله يربط سماعها بوقت الليل، فكلما سمع هذه المقطوعة أدرك أنه حان وقت النوم الآن. التوقيت عندما يأتي وقت الليل، فعليكِ أن تلزمي الرضاعة أولًا حتى يبدأ في الاسترخاء والهدوء، ومن ثم تهيئة المناخ العام للغرفة يوميًا بانتظام في هذا التوقيت، كتشغيل الموسيقى وتهدئة الإضاءة وارتدائه الملابس المريحة التي لا تسبب له القلق والاختناق.
المنتجات: اتجهت بعض الماركات المصرية لإضافة زيت الكاموميل الأزرق في منتجاتها، والذي يساعد الطفل على تهدئة مزاجه واسترخاء عضلاته وتهيئته جيدًا للنوم. فيمكنكِ شراء هذه المنتجات واستخدامها بشكل يومي قبل وقت النوم، وذلك عن طريق عمل مساج بحركات دائرية رقيقة على جسده، تجعله أكثر هدوءًا واسترخاءًا.
إن تنظيم نوم رضيعك في بداية عمره أمر قد يستغرق منك بعض الوقت ويتطلب الصبر، لإنه تارة تستطيعين ضبطه وأخرى لا، وهذا يرجع للتقلبات الجسدية والمزاجية التي قد يعاني منها في تلك الفترة. كل ما عليكِ هو المتابعة الجيدة لحالته، ودراسة أوقات جوعه ونومه، ومتى يجب عليكِ اللجوء لطبيب إذا تطلب الأمر.