بدأ انخفاض الطقس وبدأت معه نزلات البرد والانفلونزا للكبار والصغار.

وبدأ في الآونة الأخيرة انتشار الفيروس المخلوي، والذي يسبب التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي.

وقد أصيب بالفيروس المخلوي معظم الأطفال الذين لم يبلغوا عامين، خاصًة الأطفال الذين ولدوا قبل موعد ولادتهم المحدد.

وتشبه أعراض الفيروس المخلوي التنفسي أعراض فيروس كورونا، والتي قد تؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة احتمال الإصابة بفيروس كورونا، فيما أنه يصاب به نسبة كبيرة من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر أو أقل.

ويستمر انتشار الفيروس المخلوي لنقل العدوى بعد إصابة الشخص البالغ المصاب بأسبوع على الأكثر، بينما يظل يسترسل في الانتشار للأطفال والرضع بعد زوال الأعراض لمدة قد تصل إلى 4 أسابيع.

إن الجهاز المناعي لم يطور إلى الآن أجسام مضادة تجاه العديد من الأمراض والفيروسات، كالأنفلونزا ودور البرد.

بالإضافة إلى أن الجهاز المناعي للرضع لم يتطور بعد لمواجهة الأمراض المعرض للإصابة بها.

لذلك فالأطفال الرضع غالبًا ما يصابون بنزلات البرد من 6 إلى 8 مرات أو أكثرخلال عامهم الأول.

أسباب نزلات البرد عند الرضع

تحدث نزلات البرد للرضع بسبب اختلاطهم بالكبار دون أخذ الاحتياطات الواجب اتخاذها للحد من انتشار العدوى.

ونظرًا لضعف مناعة الرضع في تلك الفترة، فيصيب الالتهاب الفيروسي الأنف والبلعوم وهي ما تعرف بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، والتي يمكن أن يسببها أنواع شتى من الفيروسات، أشهرهم الفيروسات الأنفية.

ونظرًا لكثرة أنواع الفيروسات، فمن الوارد أن يصاب الرضيع بنزلات برد مرة سنويًا، ونزلات برد بصورة مستمرة طوال الوقت، والأمر يتوقف على قوة جهازه المناعي.

ما هي طرق انتقال العدوى بنزلات البرد

يسهل انتقال العدوى بنزلات البرد نظرًا للأساليب المختلفة التي تمكن الفيروس من الانتشار بسهولة.

فيمكن للفيروس الانتقال للطفل عند طريق الهواء، حين يتكلم أحدهم أو يسعل أو يعطس دون ارتداء الكمامة أو وضع المناديل الورقية على فمه.

التلامس المباشر للرضيع يسهل عملية انتقال العدوى له، إذا كان هذا الشخص مريض بالانفلونزا أو يحمل الأعراض، لاسيما من الأب والأم بدوام الملامسة المباشرة له، وتقبيله من أنفه وفمه.

لمس الطفل للأسطح أو الأثاث والتي تكون معبئة بالجراثيم والأتربة ومن ثم يضع يده على أنفه وفمه وجسده.

ما هي أعراض نزلات البرد عند الرضيع

تبدأ أعراض نزلات البرد عند الرضيع خفيفة ومن ثم تبدأ في ضرورة استدعاء الطبيب له إذا لزم الأمر وزاد وقته عن 5:7 أيام.

وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

· حمى خفيفة.

· سيلان وانسداد الأنف والذي يعتبر أول الأعراض التي تظهر على الطفل.

· فقدان الشهية.

· صعوبة في الرضاعة الطبيعية بسبب انسداد الأنف والتهاب الحلق.

· العطس.

· عدم انتظام النوم.

· القىء والإسهال أحيانًا.

· السعال الجاف.

الفرق بين نزلات البرد والحساسية

تظل الأعراض التي ذكرناها هي الأعراض الطبيعية التي قد يصاب بها الطفل عند الإصابة بنزلات البرد، والتي لا يطول وقتها عن 10 أيام إلى 14 يومًا، فما إن زادت هذه المدة أو ظهرت عليه الأعراض التالية، فلابد من زيارة الطبيب في أقرب وقت، لإنها قد تكون إشارة إلى الإصابة بالحساسية.

· ارتفاع في درجة حرارة الجسم لتصل إلى 38 درجة مئوية.

· احمرار شديد في العين، وخروج إفرازات صفراء أو خضراء منها.

· إفرازات سميكة خضراء اللون من أنفه.

· عدم الانتظام في التبول كعادته.

· الخمول الزائد عن الحد وعدم الاستيقاظ للطعام.

· البكاء الشديد والمصاحب بصراخ بدون أي أسباب منطقية.

· الرفض الشديد للعلاج وشرب السوائل.

· صعوبة في التنفس.

· الهرش المستمر.

علاج نزلات البرد للرضيع

إن علاج نزلات البرد خاصًة للرضع، يفضل أن يترك دون أخذ أي أدوية أو علاج طبي.

لإن نزلات البرد هي التهاب فيروسي وليس التهاب بيكتيري، أي له مدة زمنية من الوقت وسيشفى الطفل منه دون أي علاج.

ولابد أن تضعي في عين الاعتبار أنه ممنوع منعًا باتًا، إعطاء دواء لطفلك دون استشارة الطبيب المختص، لاسيما المضادات الحيوية، وأدوية السعال والبرد، والتي قد تقوم بدورها بحدوث أضرار غير مرغوب فيها للطفل.

ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكنكِ القيام لها مع رضيعك للتخفيف من أعراض نزلات البرد:

· الإكثار من شرب السوائل حال كان عمره يسمح بذلك، بخلاف ذلك فتظل الرضاعة هي أفضل وأنسب الحلول للتخفيف من أعراض البرد، لإنها تساعد في ذوبان المخاط والتقليل من كثافته قبل أن ينتشر لرئتيه أو معدته أو في أذنيه، فيسبب له توابع أخرى.

· استخدام المحلول الملحي المتوافر بالصيدليات، يعد من أنسب الوسائل للتخلص من المخاط بالأنف وتنظفيها جيدًا، كي يستطيع الطفل التنفس دون ضيق، ويسمح باستخدام المحلول قبل الرضاعة بـ 15 دقيقة على الأقل، حتى يتمكن من الرضاعة دون مشكلة في التنفس.

· استخدام كمادات جل لها مفعول سريع تحتوي على زيت المنثول الذي يخفف من درجات الحرارة، أو زيت الكمفور الذي يخفف من آلام الصداع.

· عمل حمام البخار الذي يساعد على تخفيف المخاط بالأنف وتقليل لزوجته، وفتح انسداد الأنف. فحمام البخار على عكس المعروف عنه، هو مفيد جدًا للرضيع وقت إصابته بنزلات البرد، ولا يأتي بنتيجة عكسية كما أشيع. فيمكنكِ ملىء الحوض بالماء الساخن ووضع طفلك به لمدة لا تتجاوز الـ 15 دقيقة، بدلا من تعرضه للبخار بشكل مباشر، فيعمل هذا الحمام الدافىء على تخفيف أعراض البرد وتسكين الآلام للرضيع.

كيفية وقاية الرضيع من نزلات البرد

كما ذكرنا لكِ أن عدوى البرد هي عدوى فيروسية وليست بيكتيرية، إذن فإن الإصابة بها ربما يكون أسرع من غيره، ولكن يمكننا أخذ العديد من الاحتياطات التي يمكنها الحد من سرعة انتشار الفيروس.

· عليكِ الحفاظ على نظافة يديه جيدًا بكل وقت وحين، وألا تتركي للجراثيم والأتربة وبقايا الطعام مجالًا للتراكم.

· من الضروري تنظيف يديه وتقيمها جيدًا بالكحول والمناديل المبللة بعد تغيير الحفاض.

· حاولي قدر المستطاع أن تنتظمي على رضاعته طبيعيًا دون الرضاعة الصناعية، حيث الرضاعة الطبيعية هي ما تقوي مناعة طفلك وتكون له أجسام مضادة ضد الفيروسات مع خلايا الدم البيضاء والإنزيمات التي تحميه من سرعة إصابته بالعدوى.

· امنعيه من لمس الأسطح المليئة بالأتربة والأثاث لكي تتجنبي ما تحمله وانتِ لا تريه بالعين المجردة، ودائمًا ما تعقميها بالكحول وتحرصي على نظافتها بشكل مستمر.

· عندما تتنشر العدوى الفيروسية خاصة مع دخول فصل الشتاء، فلا تسمحي لأحد أن يقترب منه أو يلمسه تلامس مباشر مهما كان درجة قربه لكم، لإن العدوى في تلك الفترة تكون سهلة الانتشار والانتقال إلى الرضع بشكل خاص، فاعتذري للمقربين لكم إن أرادوا لمسه واللعب معه مباشرة في تلك الفترة.

· لا تسمحي أن يحاط طفلك ببيئة مدخنة، فالتدخين هو من أهم الأسباب الذي يزيد من تهيج الصدر والتهاب الجيوب الأنفية.

إن نزلات البرد الفيروسية أمر لا خطر منه على رضيعك سيدتي، طالما اتخذتي الإجراءات اللازمة، واستطعتي التعامل في فترة الإصابة بكل حكمة ووعي، وبأفضل كيفية مع حالته، ولم تترددي في استشارة الطبيب إذا استدعت الحالة.